هل يحتاج حزب الله الى الايمان بالمهدي؟
مقترحات ثقافية استراتيجية ثورية لكي يصبح حزب الله أقوى وأكثر انتشارا!
يشكل تنظيم ”حزب الله“ امتدادا لحركة أمل قبل أن يشكل امتدادا للثورة الاسلامية الايرانية، وذلك لأن معظمقياداته السياسية والعسكرية كان عضوا في حركة أمل في السبعينات، قبل أن تقوم الثورة في ايران، وظلوا فيحركة أمل حتى عام ١٩٨٢ عندما احتلت اسرائيل الجنوب اللبناني وبيروت، فانتقلوا الى التحالف مع ايران، ولاسيما بعد اتخاذ القيادة الايرانية قرارا بدعم مقاومة الشعب اللبناني ضد الاحتلال الاسرائيلي، وارسال قواتمن الحرس الثوري الى البقاع حيث بدأت تنظيم قوات المقاومة تحت اسم (حركة أمل الاسلامية) ثم (حزب الله)
وفي الحقيقة، كان قسم من قادة أمل وحزب الله ، لاحقا، أعضاء في حزب الدعوة الاسلامية فرع لبنان، كما كان بعض هؤلاء أعضاء في حزب الدعوة العراقي، وعندما أقام حزب الدعوة علاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانيةالوليدة، كبقية الاحزاب العراقية والشيعية والاسلامية، قام أحد أعضاء الحزب (الشيخ علي الكوراني) باقامةعلاقات خاصة لصالح الحزب في لبنان عام ١٩٨٠ – ١٩٨١، وذلك عبر (مكتب حركات التحرر) في الحرسالثوري الاسلامي، الذي كان يرأسه يومها السيد مهدي الهاشمي، ويديره أخوه علي الهاشمي، وبما أني كنتأمثل منظمة العمل الاسلامي لدى الحرس الثوري، فقد كنت التقي في تلك السنوات بالشيخين علي وحسينالكوراني في مكتب حركات التحرر، في طهران، وهكذا انتقل أعضاء حزب الدعوة اللبناني (الشيخ علي وحسينالكوراني والشيخ نعيم قاسم والحاج حسين الخليل وغيرهم) الى (حزب الله) وأصبحوا قادة فيه.
وبالرغم من أن حزب الدعوة عموما في العراق ولبنان، لم يكن يؤمن بنظرية ولاية الفقيه، التي لم يكن يعرفها عامةالشيعة قبل قيام الجمهورية الاسلامية، ولم يكد المجلس التأسيسي الدستوري في ايران يقرها الا بصعوبةبالغة، الا أن اقامة علاقة قوية ومتينة مع الجمهورية الاسلامية كانت تقتضي اعلان الايمان بها، كمقدمة للتنسيقوالتعاون (اذا لم نقل التبعية) للجمهورية الاسلامية ولقائدها الامام الخميني. وفي الحقيقة لم تكن الجمهوريةالاسلامية الايرانية تشترط التبعية المطلقة لها ولا الايمان بنظرية ولاية الفقيه، أو حتى تقليد الامام الخميني، فيالثمانينات، وتكتفي بالتعاون والتنسيق مع حركات التحرر في العراق والخليج ولبنان وفلسطين وافغانستان، وقداصبح السيد محمد حسين فضل الله ، وكيل الامام الخوئي، وقائد حزب الدعوة في لبنان، مرشدا عاما لحزبالله في الثمانينات، وعلى علاقة وثيقة مع الجمهورية الاسلامية.
لا ضرورة للتوقف عند هذه التفاصيل الجزئية في ولادة (حزب الله) بقدر ما نحتاج الى الاشارة الى
المقدمات الثورية الكبرى التي سبقت نشوء الحزب، وهي:
١-تأسيس حزب الدعوة الاسلامية، في نهاية الخمسينات، في العراق (وكان يضم بعض اللبنانين كالشيخ محمدمهدي شمس الدين، والسيد محمد حسين فضل الله، والشيخ علي الكوراني)
٢- تأسيس السيد موسى الصدر لحركة المحرومين (أمل) في أواسط السبعينات، عشية الحرب اللبنانية.
٣- قيام الثورة الاسلامية عام ١٩٧٨، وتاسيس الجمهورية الاسلامية في ايران.
وقد شكلت هذه المقدمات الثلاث ثورة في الفكر السياسي الشيعي، الذي كان يهيمن عليه سابقا فكر الانتظارالسلبي للامام المهدي المنتظر الغائب منذ سنة ٢٦٠ للهجرة، والذي كان يحرم الثورة واقامة الدولة الاسلامية،ويرفع شعار: (كل راية قبل راية المهدي فهي راية ضلالة وصاحبها طاغوت يعبد من دون الله) وينسب ذلك الىأحد الأئمة من أهل البيت.
وفي الواقع ان هذا الفكر السلبي كان لازمة حتمية لعقيدة الايمان بوجود الامام المعصوم المعين من قبل…