الأصوليون يرفضون مقولة تحريف القرآن

القرآن الكريم


كبار مجتهدي الشيعة عبر التاريخ يرفضون اسطورة تحريف القرآن

ان موقف الشيعة الاثني عشرية عبر التاريخ واضح في نفي التحريف، وعدم اعتبار القول بالتحريف ضرورة من ضرورات المذهب أو لازمة من لوازم التشيع، وذلك لأنهم يبنون عقيدتهم في (الإمامة) على مجموعة أحاديث نبوية وتأويل عدد من آيات القرآن الكريم، وليسوا بحاجة للقول بتحريف القرآن. وقد خاض الشيعة الأصوليون معركة طويلة ومزمنة مع الأخباريين، في النظر الى التراث وعدم تصحيح كل رواية فيه، بل وقاموا منذ تأسيس فرقتهم (الاثني عشرية) في القرن الرابع الهجري بتقسيم الروايات الى صحيحة وحسنة وموثقة وضعيفة. وان طريقتهم في نقد الأحاديث تسمح لهم برفض روايات التحريف ولا تلزمهم بشيء، ولا تعتبر كل رواية في (الكافي) صحيحة.
وقد استعرضنا في الصفحات السابقة موقف مشايخ الطائفة “الاثني عشرية” المؤسسين كالصدوق والمرتضى والطوسي، ومن تبعهم من المجتهدين ، الرافضين لمقولة (تحريف القرآن)، والضرب بها عرض الجدار. ما عدا الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (توفي سنة 413هـ) ، أوائل المقالات، ص 81- 82
وقد رأينا فيما سبق أنهم بصورة عامة يرفضون حتى نظرية (الأحرف السبعة). وسوف نستعرض باختصار آراء أبرز العلماء الأصوليين عبر التاريخ، وهم:

1- العلامة الحسن بن يوسف ابن المطهر الحلي (توفي سنة 726 هـ)الذي قال في كتابه “مبادئ الوصول إلى علم الأصول” : قال الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ. وقال في “تفسير الصراط المستقيم”: “أي: إنا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان”. وعندما سُئل الحلي: ما يقول سيدنا في الكتاب العزيز ، هل يصحّ عند أصحابنا أنّه نقص منه شيءٌ، أو زِيد فيه ، أو غُيِّر ترتيبه، أم لم يصحّ عندهم شيءٌ من ذلك ؟ أجاب : “الحقّ أنّه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه ، وأنّه لم يزد ولم ينقص ، ونعوذ بالله تعالى من أن يُعْتَقَد مثل ذلك وأمثال ذلك ، فإنّه يُوجِب التطرّق إلى معجزة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المنقولة بالتواتر”.
– الحلي، الحسن بن المطهر، أجوبة المسائل المهناوية،


2- الشيخ علي بن عبدالعالي الكركي (المتوفى سنة 938هـ ) الذي صنف رسالة مستقلة في نفي النقيصة في القرآن، ودعا فيها الى تأويل الروايات التي تدل على النقيصة أو طرحها “فإن الحديث إذا جاء على خلاف الدليل من الكتاب والسنة المتواترة والإجماع ، ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه وجب طرحه”.


3- القاضي نور الله الشوستري (1019) الذي نفى ما نُسب إلى الشيعة الإمامية بوقوع التغير في القرآن، وأكد “أن ذلك ليس مما قال به جمهور الإمامية، وإنما قال به شرذمة قليلة منهم لا اعتداد بهم فيما بينهم”.
الشوستري، مصائب النواصب،


4- المحدث محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (توفي 1111هـ)، صاحب كتاب (بحار الأنوار) الذي قال:”كثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره، وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لايقصر عن أخبار الامامة فكيف يثبتونها بالخبر؟”.
المجلسي، محمد باقر، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، الجزء الثاني عشر، ص 525
وقال بعد ذكر الأحاديث الدّالة على نقصان القرآن ما نصّه : “فإن قال قائل كيف يصحّ القول بأن الّذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان وأنتم تروون عن الأئمة أنّهم قرأوا ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) وكذلك ( جعلناكم أئمة وسطا … ) وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس ؟ قيل له : قد مضى الجواب عن هذا وهو أنّ الأخبار التي جاءت بتلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها فلذلك وقفنا فيها ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر على ما أمرنا به حسب ما بيّناه مع أنّه لا ينكر أن تأتي القراءة على وجهين منزلين أحدهما ما تضمنه المصحف والثاني ماجاء به الخبر كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على وجوه شتى “.
المجلسي، بحار الأنوار 92/75 
5- السيد محمد مهدي بحر العلوم (المتوفي سنة 1212هـ) الذي أكد في كتابه (فوائد الأصول) باب حجية الكتاب: عدم تحريف القرآن.

5 وهو ما ذهب اليه أيضا زميله الشيخ جعفر كاشف الغطاء (المتوفي سنة 1228هـ) الذي أكد في كتابه (كشف الغطاء) حفظ القرآن من النقصان ، بحفظ الملك الديان “كما دل عليه صريح القرآن، وإجماع العلماء في جميع الأزمان”.

Ali

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *